Monday, August 24, 2015

من سلحفاة الى غزال




اهلا بعالم الكتابة. العالم الرائع الذي تختلي فيه مع القلم وحالياً أصبح الحاسب، العالم الذي تكتب فيه كل ما يوجد بعقلك دون ان يعترضك اي شخص في اثناء كتابتك او ان يخالفك الرأي. العالم الذي تحدثه عن كل همومك و تناقضاتك دون ان ينتقدك.

اكتب لأتعلم، و لأراجع افكاري بين الحين والاخر، أكتب لأعطي رأيي حول تصرفات الناس من حولي والأهم لمشاركة المشاعر المخبئة. في قصتنا نتحدث عن بعض الهموم التي لا يتحدث عنها الناس. لأن البعض للأسف يظن ان الحديث عنها ضعف، و ان القناع سيدوم دون ان يلاحظه احد، وهنالك من يخبئها لانه لا يستطيع ان يقولها وليس لديه الجرأة الكافية للحديث عنها. في قصتنا توجد بعض هذه الهموم، هموم الصداقة في اصدقاء حقيقيين، السعادة والاحباط والخيط البسيط الذي بفصل بينهم، المشاكل الوهمية التي نصنعها في عقلنا بدون سبب، الحب وعلاقته بالنهر، يوجد بها ايضاً قصة علاقتي الحميمة بصديقي الاكتئاب، النظام الممل والمرهق بحياتنا والحلقة الصامدة من الانكسار، وغيرها من القصص التي كان الغرض منها مساعدة من مر بهذه الهموم و لو بنسبة ٠.٠١٪
دائما ما اكون الاخير، في الوصول والمغادرة، في الحياة، في النوم، في القيام، في كل شيء، متأخر دائما اشبه بسلحفاة تائهة تلهث خلف الغزال الذي تحلم ان تصير مثله يوماً ما. كل شخص أراه لديه الاحظ ان لديه عالم خاص به و مختلف عن الاخرين، اغلبنا يبحث عن نصفه الاخر بأي طريقة ممكنة، و اغلبنا يريد ان يكون الافضل، لكن هذه انطباعات عامة ظاهرية، والشيء الغريب ان في داخل في كل منا مشاعر وهموم تفوق الجبال، و يوجد بنا خوف من الهزيمة كبير جداً ويجعلنا ضعيفين جدا عند مواجهة الخسارة، الهزيمة التي يختلف معناها من شخص لشخص لكن جميع المعاني تستظل تحت مظلة كلمة "الهزيمة"،  انا خائف ايضاً من همومي وضعفي.
في عالم الكتابة اجد راحتي وحريتي لكني اريد ان تنتشر كتاباتي للعالم ويقرؤوها، وهذا الهم قادني للتساؤل، فأصبحت اسأل نفسي هل انا اكتب لنفسي ام للقرّاء؟ ثم جاوبت بكل اريحية وقلت أنّي اكتب لنفسي، ولا يهمنّي عدد القراء، سأكمل كتاباتي لأن الورقة عالمي والقلم صديقي.
وفجأة عند كتابتي توقف القلم، وأصبح ثقيل ولم استطع حمله لدرجة اني ظننته قلم من فولاذ! ثم القلم بدأ يحدثني. وأصبحت خائف ومرتبك منه.
- القلم: "أنت تكتب لتثبت انك افضل من الاخرين."
- جاوبته: "لا، انا اكتب لاساعد الناس."
- القلم: "تكتب عن مشاكل معروفة و مكررة بدون مراعاة طول القصة."
- في نظري المشاكل لا يعلمها الجميع وانا احاول على قدر استطاعتي.
- استخدمتني و استنزفت طاقتي لتفريغ مشاعرك السلبية اللتي تحاول ان تتهرب منها عن طريقي. انت في الحقيقة تملك جميع الصفات السلبية التي كتبتها في شخصياتك التي اخترعتها، انت سامي و ابراهيم و صالح و جميع الشخصيات. 
- كلنا نخطئ ونبحث عن التحسين، و وضحت في نهاية القصص ان الكلام المكتوب ليس بالضرورة ان يكون هو رأيي وقناعاتي.
- اذاً انت تكتب لخداع نفسك و الهرب من هموم حياتك، انت مثل كل البشر والعالم شخص طمّاع، حسود تريد ان تملك العالم بيديك.
- ماهو الحل للتخلص من هذه الصفات ياقلمي؟
- هذه الصفات مغروسة بداخلكم ايها البشر، غالبًا تندثر بسبب عدم توفر العوامل المساعدة واذا توفرت لكم العوامل المساعدة لا تترددون في اظهار هذه الصفات البشعة.
- وماهي العوامل المساعدة؟
- المال، السلطة، عدم وجود الرقابة على الشخص وغيرها من العوامل.
- وهل تعلم الشيء الذي اريده الان؟
- انت الان تريد ايجاد نصفك الاخر.
- صدقت.
- و أنا اؤكد لك انك ستجد نصفك عندما يشاء ربك، لكن عندما تجد هذا النصف لا تنساني و تهجرني مع هذه الورقة الالكترونية.
- بالتأكيد لن انساكم.
- يا أحمد، اكتب لنفسك، اعطني طاقتك و أظهر موهبتك لنفسك ثم للعالم عن طريقي. اكتب لنفسك و سترى نفسك تكتب اسطر خالدة، النخبة لا يصلها الا الناس المثابرين و الذين يستمرون في تطوير موهبتهم.
- لكن صعب ان اكتب لنفسي.
- التحدي هو ان تتحول كتابتك لنفسك من صعبة الى سهلة، في البداية ستشعر ان قصصك هي السلحفاة التي تلاحق الغزال 'نفسك' و يصعب عليك اللحاق بها، لكن الغزال يتعب و السلحفاة لديها القدرة على الصبر. و ستستمر في التطوير مع الصبر الى ان تتحول الى فرس سريع و ينافس الغزال و يهزمها و تصبح كتابتك لنفسك سهلة و حينها ستكتب أسطر أسطورية وخالدة.
وبعدها بدأت اراود نفسي وأقول: اريد تحقيق معجزة، اريد ان اكون خارق للعادة، اريد ان اكون مميز. الاشياء الخارقة ليس بالضرورة ان تكون معروفة للعالم كلّه، ممكن ان تكون كلمة خارقة او تصرف خارق او اختراع او ردة فعل، المعجزة تأتي من اشخاص متخصصين في مجالهم. اريد ان اكون خارق في مجالي لكن ماهو مجالي؟ انا ادرس الهندسة و احب تعليم الناس عن تخصصي والاستفادة منه، و احب العاب الكمبيوتر، واتمنى ان اكون كاتب مميز، و احب ادخال السعادة والبسمة للعالم من حولي. في كل مجال من هذه المجالات اجد سعادة كبيرة و اشعر انني في حلم عند فعل شيء منها، لكن عند اهتمامي الكبير بأحد هذه المجالات وعندما اعطيه وقت اكبر من باقي اهتماماتي أشعر احياناً بالملل واليأس من الاستمرار في هذا المجال.
ماهو الحل؟ هل يجب ان ضع كل تركيزي في مكان واحد؟ وفي خلال تصفحي لموقع YouTube شاهدت مقطع من مئات المقاطع المختلفة والتي كانت اغلبها مقاطع تافهة، ومن بين مئات المقاطع التافهة شاهدت مقطع مميز جعلني اتأمل. عنوانه كان 'ومحياي ٢: قلوب يعقلون بها'


تعلمت من خلاله ان القلب لديه العديد من المهمات، ومهمة ضخ الدم هي احد مهماته وليست المهمة الوحيدة له. اظهر المقطع دراسة تُثبت ان القلب لديه اعصاب تتحكم بالعقل، وان القلب يحتوي على عقل خاص به. ايضا القلب يحمل مشاعر الشخص، فعِند زراعة قلب من شخص لشخص، فإن الشخص المُعالج يحمل بعض صفات الشخص الذي نُزع  قلبه منه. تعلمت ان القلب متخصص في اشياء كثيرة وكذلك يجب ان نكون.
وبعد التفكر لاحظت ان حياتنا مثل القلب، احد سبل السعادة هو وزن حياتنا بحيث ان نعطي اهتمام لجميع مجالاتنا والعناية بها. وعند الموازنة سنكون اقتربنا من تحقيق المعجزة ان شاء الله. لايوجد شخص يستطيع ان يكمل حياته بشكل منفصل وجميعنا مرتبطين ببعض سواء رضينا ام أبينا مثل قلوبنا.
وبعدها سألت نفسي ماذا أريد اذاً؟ 'اريد كل شيء استطيع الحصول عليه وسأعمل كل مابوسعي للحصول على كل شيء، هي حياة واحدة؛ سأخطئ فيها، سأفشل، و سأخسر احيانًا، لكن كل هذه الخسائر ستزيد متعتي في الحياة وستجعل حياتي مميزة و رائعة وخارقة للعادة ان شاء الله'

اعتراف: الكلام المكتوب في كل قصصي ليس من الضرورة ان يكون مبادئي او وجهة نظري، هو مجرد كلام اعجبني و حبيت ان اشاركه معكم، كلام تعلمته من تجارب واشخاص و كتب وامور كثير غيرها، بعضه نسخته او اخذت نفس فكرته لكني غيرت محتواه

Tuesday, July 28, 2015

خاطرة: علمتني الحياة


  • عملتني الحياة أن النعمة لابد ان تقدر، علمتني الحياة أن البني ادم يكره العمل ويعشق الكسل، يريد ان يكون صنم، والناس حوله يعبدونه  ويبجلونه. يريد ان يحصل على كل مايريد دون ان يبذل اي جهد.
  • علمتني الحياة ان القسوة احيانا تخرج برجل يقدر النعمة ويحترمها. علمتني ان الشدة والقسوة احيانا لاتظهر فوائدها الا بعد فترة كبيرة و تظهر لنا رجل قادر على العمل تحت الضغوطات لأنه تربى على الضغوطات.
  •  علمتني الحياة ان التواضع عملة نادرة في عالمنا الحالي وان الاشخاص المتواضعين هم الثروة التي يجب ان نحافظ عليها. 
  • علمتني الحياة ان الانسان هو كائن بشري يعشق الغرور و المنصب، يعتقد ان حصوله على شهادة معينة ستجعله فوق باقي البشر، وستجعله أعلى منهم وستسمح له بأن يذلهم و يهضم حقوقهم. للأسف ننسى اننا مخلوقين من طين. ننسى اننا تراب ومصيرنا الى التراب ثم الحساب. 
  • علمتني الحياة ان لكل انسان نظرته وقوانينه الخاصة التي لا يمكن ان يغيرها. هذه النظرة مثل الحجر مهما حاولت في تغييرها لن تستطيع تغييرها لانها متصلبة مثل الحجر. 
  • علمتني الحياة ان الصبر اصعب شيء يمكن ان تحصل عليه واذا حصلت عليه عشت سعيدا ومتواضعا و ستحصل على ماتريد عندما تكون صبورا. 
  • علمتني الحياة ان التجاهل جزء من الصبر، التجاهل لكلام البشر القاتل و المحطم، والتجاهل على الكلمات البذيئة التي نحن في غنى عن سماعها، نتجاهل ونغض البصر عن هذه الكلمات ولا نلقي لها هما لانها جزء من الحياة.
  •  علمتني الحياة ان التخلي عن بعض رغباتي المتعلقة بالاخرين ليس استسلاماً لكنه تضحية لمواصلة علاقتي معهم وللتعايش معهم بسعادة.
  •  علمتني ان الحياة ان الطموح والشغف لن يقدّره الا اشخاص قليلين جدا لا يستحقون عناء البحث عنهم. لأن الطموح ينبع من الشخص نفسه وهو يعود للشخص، مشاركته لن تفيد البشر بشيء والاسوا ان بعضهم سيحطموك ليس لان طموحك سخيف، لكن لانهم لا يستطيعون ان يحققوه و في داخلهم يلوموا انفسهم على اهمالهم لطموحهم وعدم الاهتمام به. انتظار الشخص الذي يدفعنا الى طموحنا هو انتظار خاطئ و هدر للوقت، يجب ان نلاحق طموحنا من اليوم حتى لو اضطرينا الى الانتظار لعقد من السنين او اكثر للوصول الى هذا الطموح. كل خطوة لتحقيق الطموح هي انجاز بحد ذاته. 
اعتراف: الكلام المكتوب في كل قصصي ليس من الضرورة ان يكون مبادئي او وجهة نظري، هو مجرد كلام اعجبني و حبيت ان اشاركه معكم، كلام تعلمته من تجارب واشخاص و كتب وامور كثير غيرها، بعضه نسخته او اخذت نفس فكرته لكني غيرت محتواه

Thursday, May 21, 2015

الحلقة الصامدة




علاء شاب يحب التعلم والقراءة بشكل مستمر. و يحب الذهاب الى البر سواء مع اهله او اصدقائه لأنه يشعر أن البر يعطيه راحة بال و يعيد حماسه للأمور الدينية والدنيوية. و مرة من المرات كان يمشي علاء في البر المظلم. و اصطدم بحزمة من الاوراق. اثاره الفضول لقراءة هذه الحزمة. اخذها و ذهب الى مكان جلوسه في البر. و أشعل الحطب ليقرأ الحزمة. بدأ يقرأ اول جملة ومكتوب فيها: 'الاوراق هذه لا تخصك. اتركها و لا تتدخل في شأن غيرك' قرأها علاء واثاره فضول اكبر لمعرفة محتوى حزمة الاوراق. اكمل القراءة علاء وبدأ يتعمق في كلام الاوراق. اصبح عائم فيها وتفكيره كله منصب على نهايتها. مكتوب فيها محتوى كبير عن العلاقات والافكار اللتي تراودنا في حياتنا.

قرأ علاء: 

قصتنا تتحدث عن السحب السوداء. ياصديقي القارئ سحابتي السوداء هي الافكار، المقارنات، الهموم، الاكتئاب. سحابتي تجعلني في ضيق، في هم، في حزن، اشعر باني مهزوم، لاحول لي ولا قوة، اشعر بأني اضعت عمري سدى، واضعته هدر، واضعته في سراب. خيالي الضيق، وعقلي المحدود، اللذي يقارن حياته بالآخرين من ناحية واحدة فقط، ويبني على اساس هذه المقارنة كل حياته، ويبني كل الفرضيات و يبني كل الافكار، كأني روح متطايرة في الهواء وترا الناس تمشي من حولها وتعيش وتتقدم في حياتها وانا في وضعية المشاهد والمتفرج فقط. لا أعلم من انا و لا أعلم هدفي ولا موضعي من الحياة. حياتي في تكرار وفي دائرة كبيرة. داخلها دوائر صغيرة و كل دائرة تدور وتعيد نفس الاحداث بنفس التفاصيل. احيانا اتسائل هل معتقداتي صحيحة؟ هل هدفي اللذي وضعته لنفسي هدف مثمر؟ هل حققته؟ حتى بعد تحقيقه لا اشعر بالنشوة ولا اشعر بأني انجزت اضافة كبيرة بحياتي. بمجرد ما انظر الى العالم من حولي يصغر هدفي بشكل كبير جدا واشعر بأنه لا يشكل الا ذرة مقارنة بانجازات من حولي. لماذا الناس سعداء من حولي؟! وانا لا استطيع ان ابتسم. صديقي يعامل الباقين بشكل افضل مني ولا اعتقد اني مهم في عالمه. و صديقي الاخر محبوب من الجميع و انا لا احد اكترث لي. و اما الثالث فلديه وظيفة جزئية خاصة فيه و الرابع مشارك في جميع الفعاليات المهمة و و و، لكن اين انا؟ اين انا من العالم. اين انا من ربي؟ متى سأتوب من ذنبي؟ الى متى ستستمر هذه الدائرة  او بالأصح "الحلقة" ؟ متى سأكسر الدائرة و اغادر هذا النظام المميت؟ 

حاولت بشتى الطرق لكسر الحلقة. لكن الحلقة غير قابلة للكسر، عندما تتم مفاضلتي عن اي شخص او اتفوق على اي شخص اشعر بنشوة حقيقية. وبعد هذه النشوة يخطر بعقلي سؤال. هل هذه النشوة في مكانها؟ هل بالغت في الفرح ام ان تفوقي على شخص بذاته يعني اني ملكت الدنيا؟ لا اعلم. الصح مثل الخطأ و الابيض كأنه اسود. اصبح لدي عمى الوان. المقارنة متعتها لحظية فقط. المتعة المستمرة هي النجاح اللذي حققته لنفسك، مهما كان، صغير او كبير، هذا النجاح اللذي كان خالصا لنفسك، لا لدرجة مرغوبة ولا لشخص عزيز، تنجح نجاح المستفيد منه انت فقط والمنفعة من النجاح كلها لك، القليل يستطيع ان يحقق هذا النجاح، لكن من يحققه يمتلك احد اهم عناصر السعادة، لأنه نجح في الشيء اللذي يحبه فعلا، من طرق الحصول على هذا النجاح هو مقارنة شخصك في الوقت الحالي بالشخص اللذي كنته قبل سنة او سنتين، انظر الى طريقة تفكيرك واختلافها من عامين، انظر الى همومك الحالية وقارنها بالهموم الماضية، وكيف كانت بعض الاشياء اكبر همومك والان تنظر اليها و تبتسم من بساطتها وتفاتها. عندما تلاحظ تغيرك و تلاحظ نجاحاتك الصغيرة اللتي كانت لك فقط ستبتسم، و تتذكرها خلال ايامك المظلمة.

عدت للتساؤلات مرة اخرى، من انا؟ ماهدفي؟ هل لي دور من هذا الكون؟ اسئلة تجذب لك الظلام كجذب المغناطيس للحديد، حاولت التهرب منها لكن التهرب منها ضُعف، وضعت اهداف لنفسي لكنها كانت منقسمة لفئتين، اهداف سهلة ووضعتها لمجرد تسميتها هدف، واهداف ذات معنى قوي ولكني في داخلي أعلم اني لا استطيع تطبيقها في الوقت الحالي. هذا يعني أن اهدافي في الحقيقة لا معنى لها، أنا أوهم نفسي فقط، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم علِم هدفه بعد ان وصل للأربعين سنة، و كان هدفه نشر الرسالة وتغيير مجرى التاريخ، و إحداث ثورة فكريه وحضارية في اقل من قرن، بدأت اتسائل لمَ العجلة؟ نحن نبدع بالتسخط من هموم الحياة، و بالتعذر من تعب التفكير و المحاولة، نتمنى ان نحصل على كل شيء بأفضل صورة و بأقل مجهود، هدفي هو ترك الكسل، وترك التسخط، و الاستمتاع بالحياة، هدفي ان استمتع بهمومي و العب بها مثل ما يلعب الطفل في العابه بكل شغف، هدفي ان اترك العجلة واتعلم الصبر، هدفي ان اعلم ان كل مخلوق في الكون له هدف، هدفي ان لا ابالي لموعد معرفتي لهدفي الحقيقي لأن مجرد تنفسي للهواء يعني اني موجود وأن لي هدف سأعرفه عاجلاً ام آجلا. يجب ان استغل امكانياتي وقدراتي الغير محدودة والغير منتهية و ان اجتهد في كل شيء اهتم له، وبعدها سيظهر هدفي الحقيقي ان شاء الله، المقارنة بالغير مصيرها ان اجعل نفسي خاسر، ليس منها اي معنى، لأن المقارنة من منظور واحد بعدم اعتبار باقي العوامل هي مقارنة غير عادلة. يجب ان ارضى بما لدي و بأعمالي و ان أعمل بالشيء اللذي اراه صائبا بغض النظر عن رأي من حولي عنه.



لكن المشكلة ان الحلقة صلبة. النظام صامد. مهما غيرت العوامل لكن كل العوامل غير مؤثرة لكسر الحلقة. حياتي عبارة عن إعادة لكل شيء. سلبيات تعاد و كل مرة اقول هذه الاخيرة. لكني اعود لنقطة البداية وتدور الحلقة من البداية. الحلقة المميتة تُكسر. نعم تكسر. تعتقد ان الكلام متناقض. نعم هو تناقض. الحلقة تكسر لمن لديه الجرأة ليكسرها. و للخروج الى عالم جديد. الى اسلوب حياة جديد، مختلف عن السنين الماضية، الى عالم غير معروف ومبهم، لكنه مليء بالاثارة والمغامرة. عدم القدرة على معرفة الغيب او التنبؤ بما هو قادم هي اكبر مخاطر البشر، لكن في نفس الوقت هي الدافع الاول للبشر. اذا علمت موعد موتك ستترك حياتك سدى الى قبل مماتك ثم تتوب. لو علمت موعد نجاحك الاكيد لتركت جامعتك و درجاتها في ضياع. لو علمت وظيفتك لتوقفت عن البحث عن وظيفة. المعرفة بالغيب تقتل القدرات. عدم التأكد من المستقبل هو ما يجعلك تخطط لكل شيء ممكن. لن تعلم ما اللذي سيحدث بعد دقيقة و هذا سيجعلك حذِر من كل احتمالية خطر بسيطة. يجعلك ناجح. يجعلك متغير. يجعلك مرن مع كل التغييرات المفاجئة. يجعل تفكيرك سريع في اتخاذ القرارات الحرجة. 


حاولت ان اكسره الحلقة لكني الى كتابة هذه الاحرف لم استطيع. الخطوة الاخيرة هي خطوة الكسر، وهي اصعب خطوة، تحتاج الى صبر و الى عمل وجهد جبار، النظام مازال يتحكم بي، مازال يفرض نفسه على حياتي و يأمرني كأني رجل آلي، النظام انا من وضعته، لكني وضعته بعدم وعيي له، تركته يتطور من قطعة صغيرة في حياتي الى نظام كامل يتحكم بي، كسر النظام يحتاج الى الاستمرار بالمحاولات و يحتاج الى الصمود لكل العوامل المحفزة لتشغيل هذا النظام السقيم، يحتاج الكسر الى استحضار النية بصدق كامل، و يحتاج الى استمراريه في التغيير، دون الرجوع للنظام لأي سبب. بعد كسر النظام و كسر الحلقة، ستتحكم بحياتك على هواك، وتكون سيّد نفسك و ملك عالمك.

علاء انتهى من هذه الكلمات ولم يلاحظ اي شيء من حوله، كأنه انتقل من عالمه الى عالم آخر غريب ومليء بمشاكل يواجهها علاء، خرج علاء من البر في تلك الليلة، و من بعد تلك الليلة لم تكن ايامه مثل اللتي سبقت، و كل مرة يعود للبر كانت كأنها اول مرة وكان يبحث دائما عن حزمة مشابهة لها لكنه لم يجد اي شيء.


اعتراف: الكلام المكتوب في كل قصصي ليس من الضرورة ان يكون مبادئي او وجهة نظري، هو مجرد كلام اعجبني و حبيت ان اشاركه معكم، كلام تعلمته من تجارب واشخاص و كتب وامور كثير غيرها، بعضه نسخته او اخذت نفس فكرته لكني غيرت محتواه.











Wednesday, March 11, 2015

النّهر

كل شخص يعتقد ان رأيه هو الصحيح. وان اسلوبه هو الاصح. يتدخل في شؤون غيره ويعطي رايه وكأن شخص طلب رأيه من الاساس! يعرف كيف يجب ان تعيش حياتك ولكنه لا يعرف كيف يعيش حياة نفسه. اشخاص يخنقونك ويغيروا لك مزاجك للاسوأ بكلمات سقيمة تخرج من افواههم. الاسوأ من ذلك انك تكون مجبر للجلوس معاهم والتحدث معاهم وانت في قلبك وعقلك تتمنى ان تقتلهم او ان تنهي محادثتك معاهم في اسرع وقت. بعض الاشخاص لايستطيعوا ان يستحملوا هذا الشيئ وينهوا الحديث بمغادرتهم للمكان باسرع وقت ممكن. ممكن هذا الحديث اللذي يخرج بدون مبالاه من شخص معين يجعل المتلقي شخص منغلق و يكره كل الاشخاص في حياته بسبب كلمات الشخص الغير مبالي. نمتنى ان نجد شخص يفهمنا كلياً و يعلم مابداخلنا. لكن هل هذا الشخص موجود؟ هل فعلا نحتاجه؟ 
بالتاكيد سنحتاجه وسيعطينا الطمانينة اللتي نتمناها لكن في نفس الوقت اذا تعلقنا به بشدة فسوف يعمينا عن باقي الاشخاص الرائعين اللذين امامنا وممكن يعطونا فائده اضافيه نحتاجها ايضاً. كيف نعرف الاشخاص الجيدين من غيرهم وكيف نتقرب اليهم بشكل مناسب؟ هل من الممكن ان نحصل على هذه العلاقات ام انها كلام وهمي ولا يمكن تحقيقه؟ احيانا نمر بأيام نشعر فيها باننا مكروهين. منبوذين. لا يوجد من يهتم لنا ولا يوجد من يخاف علينا. و نجد محطمين في كل مكان. وفي كل زمان. نتمنى لو اننا نمتلك اصدقاء مثل ذلك الشخص الاجتماعي و المحبوب من الكل واللذي يكون محور الحديث في كل الجلسات ومحور الرأي في كل الاختلافات. او مثل ذلك المشارك في جميع الفعاليات واللتي ستمنحه الخبره الكافية للدخول الى سوق العمل بخبره قوية. لكن هذه هي الحياة. يجب ان تتعايش مع من حولك وتضع الوجه المبتسم وتترك الوجه العبوس بداخلك يكبر ويكبر ولكنك تستمر بكبته الى ان يخرج للاسف الى الاشخاص الخاطئين. الى الاشخاص اللذين نحبهم غالبا يخرج الوجه العبوس ويجعلنا نخسرهم ونندم على كل حرف نطقناه لهم. 
هؤلاء اللذين نحبهم ونهتم لأمرهم ننتظر حرقة لاتصالهم ونوهم نفسنا بانهم في يوم ما سيتصلوا ولكن دائما ماتظهر الحقيقة ويظهر الوهم على حقيقته الكريهة. ويظل السؤال يدور في داخلنا هل ننتظر ونكمل طريقنا معهم او نتوقف ونبحث عن من يستحقنا فعلا؟
هل فعلا نحبهم؟ ام اننا تعرفنا عليهم فقط و لاننا لم نعرف غيرهم حاولنا التقرب منهم؟ كيف نعرف اذا نحبهم بصدق او لا؟ 
اذا انا خطرت ببالي كل هذه الاسئلة الماضية اذاً اكيد انا احبهم. لكن الى متى سانتظر؟ هل يجب ان يعطوني مااريد؟ انا اعطيهم مايريدون اذاً هم يجب ان يعطوني مااتمنى بالمقابل. لماذا لا يعطوني ما أتمنى منهم اذاً؟
اكتفيت و كرهت العلاقات المصطنعة، اللتي تجعلنا نظهر الجانب الحسن فقط من حياتنا، لماذا كل هذه العلاقات؟ كرهت التظاهر بالسماع والانصات للناس ولقصصهم اللتي لاتعني لي شيء، للاسف الاشخاص اللذين اتمنى ان اعرف قصصهم هم من يتجنبوني ولا يقولوها. اكتب قصصي هذه ليقرؤوها وانا متاكد بأنهم سيتجاهلوها، والاشخاص اللذين لا يهموني هم من يقرؤوا قصصي ويشاركوني ارائهم اللتي لاتهمني، اتمنى التقرب من اصدقائي المقربين ولكنهم يعاملوني مثل شخص غريب او مثل اي صديق مار بحياتهم، لماذا لا احصل على معاملة خاصة؟ احيانا اقطع تواصلي مع اصدقائي بسبب افعالهم اللتي تكون اقل من توقعاتي، اضع اولوية قصوى لاصدقائي وهم يجعلوني ثاني اولوياتهم. لدي فضول قاتل لمعرفة حياة اصدقائي، فضول قاتل لمعرفة صديقهم المفضل، لمعرفة الشخص اللذي يعتمدوا عليه في حل مشاكلهم الخاصة. فضول لمعرفة مشاكلهم الخاصة ومساعدتهم في حلها. اسمع الاغاني لهم واتذكرهم فيها وهم يسمعوا الاغاني لغيري ويتذكروا غيري. اجاوبهم لطلباتهم باسرع وقت وهم يجاوبوني بعد فوات الاوان. اتمنى ان يكلموني و لكنهم يتمنوا غيري ان يكلمهم. اطلبهم ان يخرجوا معي ودائماً القى منهم الاعذار، وهذه الاعذار هي نفسها اللتي اقولها للاشخاص اللذين لا اهتم لأمرهم. اشعر انني مهمش من حياتهم واني شخص مزعج بالنسبة لهم و انهم لايتمنوني في حياتهم. اعرف ان امنياتي اللتي معهم مستحيلة وانها لن تحدث. 
اسأل نفسي هل استمر في تقربي منهم وانتظر الشبه مستحيل؟ ام اوفر وقتي ووقتهم وابحث عن اشخاص مناسبين؟ اسهر الليالي لتفسير افعالهم واقوالهم. اكره ضحكاتهم لغيري، احفظ رائحة عطرهم واول ما اشتمها اتذكرهم، اكره اصدقائهم المقربين واريد ان اكون صديقهم المقرب الوحيد. عندما اسأل عنهم أنا في داخلي اتمناهم ان يسألوا عني. هل انا غريب الاطوار ام ان افكاري طبيعية؟ اتمنى ان تساعدني ياربي.
بدأت بعد هذه السحب السوداء اللتي اعمت عيني ان اتفكر عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتفكرت في حبه للصحابة وحب الصحابة له. كيف له ان يحبهم كلهم دون ان يُظهر من هو الاكثر معزه لقلبه. وكيف له ان يأسِر قلوبهم كلهم بهذا الشكل الرائع؟ بدات افكر اكثر واكثر. و تذكرت ان حياته كانت بسيطة. علاقته مع الصحابة رضوان الله عليهم كانت بسيطة ولا تحتاج الى تعقيد. كان يحب الجميع بلا شروط او قيود او توقعات. كان يحبهم فقط. كان يعطي كل صحابي حقه في المعاملة ولايترك احد حزين او غير راضي. كان يدخل السعادة عليهم ويحبهم كلهم لانه يعلم انهم كلهم بشر، مهما اخطؤوا يظلوا بشر و يظل النور موجود بداخلهم مهما قالوا او فعلوا. 
الحب الفعلي هو المثابرة دون توقف ودون انتظار اي ردة فعل. الحب يجعلنا نفعل المستحيل مع من نحب. هو قوة خارقة للعادة. قوة الهية لاتقاس ولاترى بالعين المجردة. عندما لا إرادياً تجاوب عن شخص او لا ارادياً تذكر اسمه في مكان لايتواجد هذا الشخص فيه او لا ارادياً تعطيه اي طلب يطلبه من غيرك او تقول نكتة لا ارادياً، تقولها قبل ان تفكر فيها هي فقط تخرج تلقائياً من قلبك له. اذا حدثت هذه الاشياء اللا ارادية مع شخصٍ ما فهذا هو الحب. عندما تنظر له لا اراديا اذا كان يكلم غيرك او كان جالسا بعيدا عنك، عندما تتصل عليه بالخطا المتعمد فقط ليظهر اسمه على قائمة الاتصالات الحديثة. هذا هو الحب.
 لكني مازلت حائر. لماذا لا احصل على مااريد منهم؟ بدات اتسائل اذا كنت اعطيهم مايريدون مني حقاً او اني اعطيهم الشيء اللذي اتمناهم ان يعطوني هو. ماذا يريدون مني؟ هل يتوقعوا وينتظروا مني مثل ماانتظر منهم؟ ماذا لو انهم منتظريني في هذه اللحظة ان اكلمهم؟ 
اسوأ شعور هو شعورك للحب من طرف واحد. تشعر ان قيمتك مهمشة وان مكانتك دائما منخفضة في قلب من تحب. احيانا اتمنى لو انني لم اتعرف على اشخاص معينين من الاساس. لاني احببتهم ولكنهم لم يحبوني بل عذبوني. تعبت من هذه العلاقات ومن هذه الافكار.
 بدأت ابحث عن حلول الحب. سالت اهل الاختصاص شاهدت افلام الحب و جربت كل حل ممكن تطبيقه. لكني توصلت الى ان من يحبني لن تتغير حقيقة حبّه لي للابد. سيظل يحبني بدون تغيير مهما اخطأت معه. ومن لا يحبني قد يغير رايه لاحقاً ويهتم لي او يحبني. وتوصلت الى ان افعالي هي من تحدد حب الناس لي. لكني سألت نفسي وقلت في داخلي 'انا افعالي كلها جميلة مع من احب. ولكنهم لم يتغيروا ويظهروا حبهم. ماهو السبب؟ هل افعالي غير كافية. ام هل هم يكرهوني؟' بدات اتخيل حبهم لي.  بدات اتخيلهم يحدثوني كل يوم ويظهروا لي الاهتمام اللذي اريده. وبدات اتخيل ناتج افعالي اذا استمريت باظهار حبي لهم او توقفت و قطعت تواصلي معهم والنتائج كانت واضحة في حال قطعت تواصلي معهم بأنهم بعد فترة سيبتعدوا عني. حاولت ان اتعرف على اصدقاء جدد لكن عقلي مشتت ولا استطيع ان اعطيهم ثقتي لاني أصبحت لا اثق باحد. 
الى متى؟ الى متى وانا في هذه الحيرة. وانا استمر بنفس اخطائي وبنفس مشاكلي وبنفس اوهامي. ماهو الحل؟ متى القى السعادة؟ انا لااحتاج الى حل انا احتاج فقط ان اترك الامور لربي. هو يعلم مشاكلي وهمومي. ربي لم يامرنا ابدا بمقاطعة اي مسلم. فمابالي بصديق مسلم وعزيز على قلبي! احتاج فقط ان اعامل الجميع بحب رباني. بحب يعطي دون مقابل.  وبحب لايضع اي معايير خاصة او شروط شخصية. حب مفتوح. حب يعطي كل شخص مساحته وحريته، حب متكامل ويكمل نقص الاخر، حب متضاد في الاتجاه لكن متحد في الهدف، مثل من يريدان ان يصلان لوجهة معينة ولكن كل من الطرفين يسلك طريقا مختلف ومنفصل عن الاخر ولكنهم يحترمان بعض ويُقدران وجهات نظر بعض دون التنقيص او التقليل من حق الاخر. الحب اللذي ينظر للعلاقات كانها نهر جاري دون توقف، وينظر للمشاكل على انها مجرد حجار وشوائب في هذا النهر. لايعطي لها اهتمام كبير ويؤمن دائماً بأن النهر سيجري مهما تكالبت الشوائب وكثرت، سيجري النهر وسيستمر الحب بالتدفق بغض النظر عن كل الظروف، لان الكل متغير ماعدا الحب هو الثابت وهو الباقي بالقلب وبالعقل. 

عتراف: الكلام المكتوب في كل قصصي ليس من الضرورة ان يكون مبادئي او وجهة نظري، هو مجرد كلام اعجبني و حبيت ان اشاركه معكم، كلام تعلمته من تجارب واشخاص و كتب وامور كثير غيرها، بعضه نسخته او اخذت نفس فكرته لكني غيرت محتواه. 

Friday, February 13, 2015

الشعلة الخامدة

"نفسي أوقف هموم وأغير نفسي. حاولت أغير نفسي و أغير طبائعي اللتي اكرهها لكني لم استطع." هذا ماقاله سامي لنفسه بعد ما نفذ صبره على تصرفاته السلبية واللتي تحتاج الى تغيير.  بعض الطباع تكون في فترة معينة فقط و تتغير مع الوقت، لكن بعضها الاخر يكون مغروز فينا وصعب نغيره، بعضها نكرهها لكن صعب اكمال حياتنا بدونها لسبب او لاخر وهذا السبب خاص فينا. سامي حاول التغيير و وضع خطط للتغيير و وضع الاحتمالات الممكنة من هذا التغيير، بحث عن عملية التغيير و تعمق اكثر واكثر لكنه لم يستطع اكمال عملية التغيير و لم يستطع ان يطبق طرق التغيير اللتي قرأ عنها بالرغم من انه حاول تطبيقها لكن الاستمرارية كانت بعيدة عنه. سامي تائه، يريد تغيير درجاته السيئة بالدراسة و يريد ان يحسن علاقته مع ربه وأمور اخرى خاصة به يريد تحسينها،  ولكن كل الطرق اللتي طبقها اعادته لنقطة البداية، اعادته لنفس النقطة اللتي قرر ان يتغير فيها من الاساس، بدأ يشعر سامي ان التغيير مستحيل.
- سامي: أريد ان اتغير.
- فهد: تغير إذًا ماللذي يمنعك عن التغيير؟
- عقلي.
- اذًا غير عقلك.
- فعليًا اريد التغيير (بنبرة محبطة).
- هل تعلم ان التغيير لايحدث بين يوم وليلة؟ ولايعطي النتائج المطلوبة من اول محاولة، والأهم من ذلك يبدأ الشخص يتغير عندما ينوي التغيير من قلبه انه فعلا يريد التغيير و يحتاجه فعلا. التغيير عبارة عن عملية طويلة وتحتاج الى الصبر، يمر الشخص خلالها بأشخاص و كتب و مقالات وبحوثات و أفكار وأشياء كثيرة غيرها لكن بالنهاية وبعد الجهد الكبير لتخطي كل العوائق سيصل الشخص للمكان اللذي يتمناه و سيتغير. مدة عملية التغيير متفاوتة بين شخص واخر وتعتمد على المشكلة اللتي تحتاج الى تغيير. ممكن ان تحتاج بضع شهور او سنين حتى تكتمل العملية و تصل لمرحلة الاستقرار.
- وكيف اعرف انني وصلت لمرحلة الاستقرار؟
- عندما يتبخر هاجس التغيير. و التصرف اللذي تتمناه قبل التغيير ستفعله تلقائيا بدون تفكير. وتفعله بدون وعيك لحاجتك له.
لكن للاستمرار بالحياة والتغيير احتاج الى دوافع.
- ماهي الدوافع اللتي تريدها؟
- احتاج الى راحة نفسية، استقرار، رضى مالي، رضى نفسي، وأي شيئ له علاقة بحالتي المعنوية و من الممكن ان يحسنها.
- لماذا لا تملك هذه الدوافع؟
- لأن صبري نفذ، والحياة دائما تزداد ظلمة، كأني دخلت في نفق مظلم يزداد ظلمة كل ما اتقدم فيه، في بداية النفق كنت مؤمن بالنهاية و بوجود النور، لكن خلال تقدمي في النفق اضعت الطريق الصحيح وأصبحت لا أعلم هل انا على الاتجاه الصحيح ام الاتجاه المعاكس. مؤونتي قلت و دوافعي تلاشت و إيماني بالنهاية بدأت تأكله الشكوك. الهموم تراكمت والخوف من المستقبل استولى على تفكيري. خلاصة القول اني أضعت الطريق.
- أحتاج الى أن اخرج معك وأمارس معاك رياضة الهرولة، خلال هرولتي معك سأحاول مساعدتك للخروج من هذا النفق، غداً إن شاء الله نتقابل ونهرول من العصر إلى المغرب.
- حسناً، غداً إن شاء الله موعدنا.
إنتظر سامي ليوم الغد بفارغ الصبر، وفكر في نفسه وقال: " ماهو الحل اللذي سيقدمه لي فهد غداً؟ هل سيكون خروجي مع فهد غدًا مجرد مضيعة للوقت ام سأستفيد؟ هذه أمور ليست بيدي ويجب أن احاول اكون سعيد غدًا خلال خروجي مع فهد قدر المستطاع، ماذا سأستفيد اذا حملت همومي معي لأي مكان اذهب إليه؟ سأكون مكتئب و مهموم ولن أعيش لحظتي بالشكل المناسب والمطلوب. يجب أن أعيش كل لحظة غداً مع فهد و في أي شيئ أخر افعله في حياتي و أن أترك همومي لربي. سأحاول ان انام وأستعد ليوم جميل غداً."
في ظهر اليوم الثاني استيقظ سامي نشيطاً و ناسياً جزء من همومه. بدأ يستعد للتمرين، أكل وجبة خفيفة، وبدأ يرتدي ملابس الرياضة ثم ركب سيارته وذهب للممشى، وصل للمشى قبل صديقه فهد، وانتظره حتى وصل وسلّم عليه وبدؤوا في المشي ثم الهرولة.
- سامي: ماهو الحل اللذي ستحاول ان تساعدني به؟
- قبل انا اساعدك احتاجك ان تستمر بالهرولة، حتى أعطيك الحل لابد ان نُكمل هذا الممشى مرتين ونحن مستمرين بالهرولة. شرط الحل هو ان لاتتوقف أبداً عن الهرولة تحت أي ظرف حتى نكمل هذا الممشى مرتين ونحن مهرولين.
- إذاً هيا نبدأ و سانهيه وستعطيني الحل.
- سوف نرى.
بدأوا بالهرولة، وركز سامي بكل قوته لإنهاء هذا الممشى، نسى كل همومه للحظة و ركز فقط على الممشى، هرول وتحدى نفسه للحصول على الحل، في البداية كان مليئ بالإيمان لانهاء التحدي، استمر بالهرولة سامي لمدة 15 دقيقة بدون الشعور بأي إرهاق، بعدها بدقائق بسيطة بدأ يشعر بدوار بسيط و تعب، بعد ذلك بدأ يضعف تنفسه. استمر بالهرولة و جاهد نفسه إلى ان وصل لمرحلة لايستطيع فيها حتى المشي!
- أحتاج إلى راحة بسيطة. (تحدث سامي وهو راكع من التعب).
- اتفاقنا ان ننهي هذا الممشى حتى أعطيك الحل.
- والله لا أستطيع.
- النهاية قريبة...مثل نهاية النفق، هيا نكمل.
تذكر سامي النفق وتذكر مع النفق جميع همومه، وهذه الهموم اعطته الدافع ليكمل ويهرول اكثر واكثر، مع كل خطوة يخطوها يتذكر سامي جزء من خيباته ثم يهرول أسرع ويتذكر خيباته اكثر واكثر، تذكر سامي ان النفق سينتهي مثل هذا الممشى و ان بعد كل ظلام فجر محتوم وأن بعد العسر يسراً، هذه الهرولة أعطته الدافع اللذي يحتاجه في حياته. انتهى سامي من الممشى دون أن يشعر وشعر بنشوة عظيمة وسعادة عميقة  لأنه تغلب على التحدي. هذه النشوة نشعر بها في فترات مختلفة من حياتنا. وتعطينا دافع قوي في حياتنا. هنالك طرق كثيرة للحصول على النشوة. و تختلف طريقة الحصول عليها بإختلاف الاشخاص. أسوأ انواع النشوة هو اللذي يعتمد على شخص آخر، مثل إنتظار كلمة أو فعل معين من شخص مقرب، هذا الشيئ سيجعل من ينتظر يعيش أيام قلقة وسوداء، ينتظر الفرج من ربه إلى ان يحصل على الفعل المطلوب واللذي يتمناه. وحتى اذا حصلت المعجزة وحدث الفعل اللذي يتمناه فإن هذه النشوة اللتي ستأتيه هي ليست إلا نشوة مؤقتة جدا وتزول بسرعة عالية. أحد الطرق للحصول على النشوة واللتي لن تتطلب انتظار شخص معين هي مشاهدة فلم أو مقطع محفز وملهم. أو سماع مقطع صوتي ملهم أو موسيقى ملحمية، كل هذه الطرق وغيرها تختلف على حسب الشخص نفسه، وتؤدي الغرض وتعطي الدافع المطلوب.

ماهي النشوة؟ النشوة هي جزء من داخلنا، في الحقيقة هي جزء من شعلة داخلنا، شعلة تحترق وتعطينا كل شيئ نحتاجه، لكن السؤال هو هل هذه الشعلة مضيئة بداخلنا ام لا؟ الشعلة تشتعل بداخلنا احيانا لكن لا تصل للذروة، مجرد اشتعالها يعطينا نشوات وليست نشوة واحدة، و نورها يظهر في أعيننا و في حياتنا. معظمنا استطاع ان يشعل شعلته لكن اشخاص قليلين جداً استطاعوا ان يحافظوا على الشعلة و يوصلوها لذروتها. هذه الشعلة اللتي عندما تصل لذروتها يفعل الإنسان المعجزات اللتي لم يتوقع يوماً انه قادر على فعلها.
متى تشتعل الشعلة؟ هي تشتعل تلقائياً في الوقت المناسب، ويجب على أي إنسان أن لاينسى أهميتها. سؤال ثاني يخطر ببالنا...كيف تصل شعلتنا إلى ذروتها؟ الشعلة تحتاج الى جهد مكثف و شغف عالي. أيضاً تحتاج إلى عوامل كثيرة، لكي توضح الصورة اكثر لننظر إلى كيفية إشعال شعلة حقيقية...تحتاج الى حطب ومناخ مناسب ومكعبات اللهب لتسرع الاشتعال والأهم من ذلك تحتاج إلى عناية عالية، و تحتاج الى وقت وصبر حتى تصل لذروتها كل هذه العوامل قاعدتها هي الإيمان بأن الشعلة ستصل لذروتها.

 بدأ سامي ينظر لشعلته. لاحظ ان بداخله رماد، سأل نفسه: "كيف أشعل شعلتي؟" لا يوجد احد لديه جواب لهذا السؤال، لكن الشخص اللذي يثابر لإشعالها سيحصل عليها. تذكر سامي بعد وقت من التفكير احد الجمل اللتي قرأها في احد الكتب "البحث عن الحلم من الممكن ان يكلف الشخص ثمن عالي للحصول عليه، ممكن ان يخسر اشخاص مقربين او يغير اسلوب حياته، لكن هذه التكلفة لن تصل ابداً للثمن اللذي سيدفعه الاشخاص اللذين لم يبحثوا ويحققوا احلامهم." ثم استوعب سامي ان شعلته ستشتعل وستصل لذروتها في الوقت المناسب لكن عليه ان يجتهد ويثابر للحصول عليها.
بعد هذه الغيبوبة من الافكار بدأ يسمع سامي صراخاً بعيدا "ياسيد، تسمعني؟ مازلت معي؟ هل انت بوعيك؟" وفجأة استيقظ سامي و وجد نفسه في نهاية الممشى وصديقه فهد يناديه، استجاب سامي له ثم سأل فهد سامي ان كان يحتاج أي مساعدة اخرى. وأجاب سامي "لا شكرا عرفت وجهة نظرك وشكراَ جزيلا لك، جزاك الله خير"، رد فهد "لا شكر على واجب." ثم ذهب كل منهم لسيارته و تفرقا.
سامي في طريق عودته فكر في حلمه جيداَ و وضع خطة لإشعال شعلته، فشل أحيانا و اشعل جزء منها في ايام اخرى، لكن بعد سنين وصلت شعلته لذروتها و ادرك الشعور الحقيقي لهذه الشعلة، و استمر بالمحافظة عليها وتطويرها اكثر واكثر. وشعر بالشفقة للاشخاص اللذين لم يبحثوا عن حلمهم وشعلتهم، لأن الحياة العادية الخالية من الاحلام والمعجزات بالنسبة لسامي مظلمة مثل الحياة قبل عصر الكهرباء.



Tuesday, January 6, 2015

عملية التغيير

" من اليوم سأتغير، سأبدأ حياة جديدة واسلوب جديد، سأغير جميع سلبياتي، سأكون شخص أفضل، شخص ناجح." عبدالله يردد هذي العباره بين كل فترة وأخرى.

التغيير هو تحول شيئ من حالة الى حالة اخرى، ممكن تحول اثاث منزلك، لون سيارتك، التغيير له انواع، منها انواع بسيطة وسهلة تفعلها دون ادنى تعب، وهنالك انواع معقدة وتحتاج الى سنين ليكتمل التغيير. تغيير ملابسك، تغيير جوالك، تغيير رقمك، كلها امور سهلة و حسية و تحصل بمجرد ما نبدل الشيئ. لكن التغيير الذي يريده عبدالله هو تغيير من نوع مختلف. صعب قليلا، حصوله غير مضمون و السعادة بعد حصول التغيير غير مضمونة. تغيير التفكير، تغيير الاسلوب، تغيير الطبع، تغيير العادات و تغييرات كثيرة مثل هذه تكون مرتبطة بشخصية الشخص نفسه و تحتاج الى وقت وجهد للحصول عليها. لكن هل فعلا البشر يحتاجون هذا التغيير؟ عبدالله بدأ يستائل:" هل هذا التغيير سيساعدني؟ هل سأكون سعيد بعده؟ هل حقاَ سأترك عاداتي؟ هل فعلا  سأتغير للافضل؟ وهل فعلا انا احتاج هذا التغيير ام لا؟" تساؤلات منطقية و يحتاج الى اجوبتها لكنه لايعلم ماهو الجواب الصحيح، عبدالله يعلم ان لديه عادات سيئة و لديه امور يتمنى ان يغييرها للاحسن مثل ان لايكذب على الناس و على اهله عند خروجه، مثل ترك سماعه للاغاني وامور اخرى شخصية عبدالله نفسه لايفضل ان تذكر في القصة.

حاول عبدالله، وضع جدول لتسجيل ايامه اللتي مرت دون سماعه للاغاني و لم يكذب فيها. بدأ يسجل يوميا في الجدول اذا سمع اغنيه او لا و إذا كذب على احد ام لا. استمر في التسجيل لمدة اسبوعين، ثم بدأ يشتاق اكثر للاغاني، و بدأ يسمع وقال في نفسه فقط اليوم اخر يوم احتاج ان اسمعها لكي ابعد عن نفسي ضغوط الحياة، وسجل في جدوله انه سمع اغنية، ثم اليوم الثاني جاهد نفسه ولم يسمع اي اغنية، لكن عبدالله طالب بالجامعة ومنزله بعيد عن الجامعة، يسلي نفسه دائما عنده قيادته للسيارة عن طريق  سماعه للاغاني، الان اصبح يستمع للقران الكريم او احيانا لا يسمع اي شي. لكنه بدأ يلاحظ انه ينعس في قيادته عندما لايسمع اغاني، لان الطريق ممل و جسمه مرهق ومنزله بعيد. فقرر عبدالله ان يلغي فكرة عدم سماع الاغاني من عقله و اقتنع بان التغيير لن يفيده بل قد يضره و يسبب له حوادث لا سمح الله على الرغم من ان سماع الاغاني حرام.

إذن عبدالله توصل لقناعة وهي بأنه لن يتغير الا اذا كان فعلا يريد ان يتغير. وبالنسبة للامور و العادات السلبية فيه فقرر ان يبقيها، يحاول ان يقللها قدر الامكان لكن لن يتركها. التغيير يحتاج الى نيه و عزيمة صادقة وقوية جدا. لاحظ انه بعض الاحيان عندما يقول سوف أتغير يخادع نفسه، يقول سوف أتغير و يردد هذه العبارة و يخبر الناس عنها لكنه يعلم في قناعة نفسه انه لن يتخلى عن عاداته و لن يتغير، حتى اذا توقف لفترة عن عاداته...سيعود لها بشرهة اقوى من قبل.

لكن التغيير جزء من الحياة البشرية، نعلم اننا تغيرنا فعلا عندما يصبح هاجس التغيير مجرد شيئ عادي، وتصبح الحالة اللتي كنا نتمناها قبل ان نتغير هي الحالة الطبيعية لدينا و نفعلها دون تكلف او جهد. بأن تصبح الحالة اللتي نتمناها هي عادة يومية لدينا ونفعلها دون وعينا لفعلها. هنا يمكننا القول بأننا قد تغيرنا. عبدالله تغير فعلا، لكنه تغير بعد ان عزم النية، و توصل لمرحلة بأنه لايستطيع ان يكمل حياته بوضعه الحالي ويجب ان يتغير. بدأ يبحث عن طرق التغيير و عن وسائله ثم طوّر ماتعلمه و كان يبذل كل جهده  في عملية التغيير، الى ان توصل لمرحلة القناعة و رضي بعملية التغيير اللتي اجراها.

 يروادنا سؤال مهم...ماهي الفترة اللتي قضاها عبدالله في عملية التغيير؟ يوم؟ شهر؟ سنة؟ عقد؟ ...عبدالله تغير خلال سنة ونصف كاملة، احتاج سنة ونصف من التوتر و عدم الاستقرار و تناقض الافكار ثم بعدها توصل لمرحلة شبه مستقرة و رضي بما توصل اليه من تغيير في سلوكياته. أصبح لايسمع اغاني الا وقت الحاجة الملحة لها. أصبح لايكذب من تلقاء نفسه و يقول الصدق اغلب الاوقات. ايضا غير طرق تفكيره ونظرته للامور السلبية و لاحظ ان بعض الامور اللتي كان يراها بشكل سلبي هي في الحقيقة ساعدته لوصوله لهذه المرحلة المقنعة من الاستقرار. شكر كل من ساهم في مساعدته لاتمام عملية التغيير، ولاحظ ان اشخاص كثيرين جدا ساعدوه في العملية بصورة او بأخرى و باختلاف حجم المساعدة و اهميتها.

أغلب محاولاتنا في التغيير تنتهي بالفشل، وهذا يحبطنا بشكل كبير، نحاول ان ننجح لكن من اول فشل نترك العملية بكبرها و نرضا بالواقع، التغيير يتطلب الفشل! البشر يفشلون، من لايفشل هو عبارة عن شخص منعزل في غرفة يوجد بها ماء و هواء وسرير فقط، هذا الشخص دائما ناجح و الفشل مستحيل بالنسبة له، لكن الاشخاص الحالمين، اللذين يبحثون عن تحقيق اهدافهم حتما سيفشلون بشكل او باخر، وهذا الفشل ليس الا مفتاح للنجاح وخطوة اقرب له، سنفشل المرة الاولى و نتعلم اسباب الفشل و نتجنبها، ونفشل للمرة الثانية ولكن بأسباب مختلفة ثم نتعلمها و هكذا. في كرة القدم...الفرق مكتملة الصفوف تفشل، في تصنيع السيارات هنالك سيارات تفشل في عملية التصنيع و يتم اعادة صناعتها في أكبر شركات السيارات العالمية، في كل شيئ في الحياة هنالك فشل، لكن  مايهوّل هذا الفشل في داخلنا هو نظرتنا له، ننظر له كأنه عار، او كاننا لانتقن فعل الامور، بينما في الحقيقة هو مجرد نتيجة لسلسلة من الاسباب اللتي ادت اليه و اللتي نحتاج ان ندركها ونتفادها في المرات القادمة.

أحد اسباب فشلنا المؤثرة والمنتشرة بيننا هي الهموم والضغوط، نخاف من المستقبل و من الفشل، ونضع هموما فوق همومنا و نحملها معنا و نتنفسها، نغذيها من سلبية تفكيرنا البشري، لكن في الحقيقة هذه الهموم هي هموم وهمية، ليس لها اي حقائق، نخاف الفشل ولكن لنتسائل...هل مر علينا يوم وفشلنا فعلا فيه؟ اغلب الحالمين ستكون اجابتهم لا، او نعم ولكن بنسبة فشل بسيطة جدا و لاتذكر مقارنة بإنجازاتهم، إذن لماذا هذا الخوف والهم؟ لماذا هذا الضغط اللذي نحن في غنى عنه؟ الضغط اللذي يولد توتر وهذا التوتر يأكل طعامنا ويسرق لذته، و يتنفس هوائنا ويسرق رائحته العطرة واللذي يسرق وقتنا و سعادتنا و تأثيرنا في الحياة و يجعل منا أشخاص مضطربين و حائرين.
لنقتنع ان هذه الافكار هي اضغاث افكار، ليس لها سلطان علينا ولاحول لها ولاقوة مقارنة لانجازاتنا الصغيرة او الكبيرة، المعروفة و الغير معروفة، لنعطي كل ماعندنا في عملية التغيير واذا فشلنا في خطوة لايعني اننا فشلنا في عملية التغيير ككل، و لناخذ هذا الفشل كحافز لعودتنا بشكل اقوى و لجعلنا اكثر دقة في إكمال عملية التغيير اللتي نتمناها.
قبل ان يصل عبدالله لمرحلة الاستقرار من التغيير، قرأ مثل الكلام الذي في الاعلى كثيرا لكنه لم يساعده في التغيير بشكل كامل ولم يعطيه الاستقرار اللذي يتمناه عند قرائته للكلام، كان يحاول تطبيقه و لكن مع اول فشل يترك العملية و يبقا كما هو، لكن بعد سنة و نصف ادرك عبدالله ان الكلام هذا ومثله من المقالات هو عامل مساعد لاكمال عملية التغيير، عامل مساعد مثله مثل نصيحة من احد زملاءه أو جملة قرأها في مكان أو أو أو...كل هذه الامور هي عوامل مساعدة لاكمال عملية التغيير.

عبدالله: خائف من اخبتار غدا..

ماجد: اترك الامور لربنا وسيسهلها لنا باذن الله.

عبدالله: الست متوتر؟

ماجد: بالطبع لدي مخاوف لكنها ليست المخاوف اللي تعطلني وتقتل متعتي.

عبدالله: كيف تتعامل مع هذه الهموم والمخاوف؟

ماجد: اتعامل معها بحيث انني اشعر عند تكتل الهموم فوقي و عندما يتراكم الخوف حولي بأن لي اهمية في الحياة، اكره ان اكون عاطل عن العمل وبأن ابقى في منزلي دون عمل شيئ، افضل لضغط على الراحة، الفراغ الكبير  يجعلني اكتئب ويقتل متعتي. لذلك ياصديقي ان سألتني ماهي حالتي في هذه الفترة سأقول لك...نعم انا مضغوط لكن لدي هدف واضح حاليا، لدي مسؤولية و أنا متأكد بأن هذه الايام ستحدد يوما ما من اكون وكيفية تعاملي مع ضغوط اكبر منها في المستقبل، باللأضافة ان هذه الضغوط ستبعد الاكتئاب عني و تغلق عليه الابواب.

عبدالله: ممممممم، فكرة جميلة، اتفق معك بأن هذه الضغوط ستحدد من نحن، و دائما يجب ان نؤمن ان ربنا معنا وأن بعد العسر يسرا.

ماجد: ونعم بالله.

عبدالله: شكرا ياصديقي وربي يوفقك ان شاء الله.

ماجد: اجمعين ان شاء الله.


هذه المحادثة كانت من اهم الملاحظات اللتي استخدمها عبدالله في عملية التغيير و في تعامله مع همومه بأن يخرج منها دون صعوبات او مشاكل.


اعتراف: الكلام المكتوب في كل قصصي ليس من الضرورة ان يكون مبادئي او وجهة نظري، هو مجرد كلام اعجبني و حبيت ان اشاركه معكم، كلام تعلمته من تجارب واشخاص و كتب وامور كثير غيرها، بعضه نسخته او اخذت نفس فكرته لكني غيرت محتواه