اهلا بعالم الكتابة. العالم الرائع الذي تختلي فيه مع القلم وحالياً أصبح الحاسب، العالم الذي تكتب فيه كل ما يوجد بعقلك دون ان يعترضك اي شخص في اثناء كتابتك او ان يخالفك الرأي. العالم الذي تحدثه عن كل همومك و تناقضاتك دون ان ينتقدك.
اكتب لأتعلم، و لأراجع افكاري بين الحين والاخر، أكتب لأعطي رأيي حول تصرفات الناس من حولي والأهم لمشاركة المشاعر المخبئة. في قصتنا نتحدث عن بعض الهموم التي لا يتحدث عنها الناس. لأن البعض للأسف يظن ان الحديث عنها ضعف، و ان القناع سيدوم دون ان يلاحظه احد، وهنالك من يخبئها لانه لا يستطيع ان يقولها وليس لديه الجرأة الكافية للحديث عنها. في قصتنا توجد بعض هذه الهموم، هموم الصداقة في اصدقاء حقيقيين، السعادة والاحباط والخيط البسيط الذي بفصل بينهم، المشاكل الوهمية التي نصنعها في عقلنا بدون سبب، الحب وعلاقته بالنهر، يوجد بها ايضاً قصة علاقتي الحميمة بصديقي الاكتئاب، النظام الممل والمرهق بحياتنا والحلقة الصامدة من الانكسار، وغيرها من القصص التي كان الغرض منها مساعدة من مر بهذه الهموم و لو بنسبة ٠.٠١٪
دائما ما اكون الاخير، في الوصول والمغادرة، في الحياة، في النوم، في القيام، في كل شيء، متأخر دائما اشبه بسلحفاة تائهة تلهث خلف الغزال الذي تحلم ان تصير مثله يوماً ما. كل شخص أراه لديه الاحظ ان لديه عالم خاص به و مختلف عن الاخرين، اغلبنا يبحث عن نصفه الاخر بأي طريقة ممكنة، و اغلبنا يريد ان يكون الافضل، لكن هذه انطباعات عامة ظاهرية، والشيء الغريب ان في داخل في كل منا مشاعر وهموم تفوق الجبال، و يوجد بنا خوف من الهزيمة كبير جداً ويجعلنا ضعيفين جدا عند مواجهة الخسارة، الهزيمة التي يختلف معناها من شخص لشخص لكن جميع المعاني تستظل تحت مظلة كلمة "الهزيمة"، انا خائف ايضاً من همومي وضعفي.
في عالم الكتابة اجد راحتي وحريتي لكني اريد ان تنتشر كتاباتي للعالم ويقرؤوها، وهذا الهم قادني للتساؤل، فأصبحت اسأل نفسي هل انا اكتب لنفسي ام للقرّاء؟ ثم جاوبت بكل اريحية وقلت أنّي اكتب لنفسي، ولا يهمنّي عدد القراء، سأكمل كتاباتي لأن الورقة عالمي والقلم صديقي.
وفجأة عند كتابتي توقف القلم، وأصبح ثقيل ولم استطع حمله لدرجة اني ظننته قلم من فولاذ! ثم القلم بدأ يحدثني. وأصبحت خائف ومرتبك منه.
- القلم: "أنت تكتب لتثبت انك افضل من الاخرين."
- جاوبته: "لا، انا اكتب لاساعد الناس."
- القلم: "تكتب عن مشاكل معروفة و مكررة بدون مراعاة طول القصة."
- في نظري المشاكل لا يعلمها الجميع وانا احاول على قدر استطاعتي.
- استخدمتني و استنزفت طاقتي لتفريغ مشاعرك السلبية اللتي تحاول ان تتهرب منها عن طريقي. انت في الحقيقة تملك جميع الصفات السلبية التي كتبتها في شخصياتك التي اخترعتها، انت سامي و ابراهيم و صالح و جميع الشخصيات.
- كلنا نخطئ ونبحث عن التحسين، و وضحت في نهاية القصص ان الكلام المكتوب ليس بالضرورة ان يكون هو رأيي وقناعاتي.
- اذاً انت تكتب لخداع نفسك و الهرب من هموم حياتك، انت مثل كل البشر والعالم شخص طمّاع، حسود تريد ان تملك العالم بيديك.
- ماهو الحل للتخلص من هذه الصفات ياقلمي؟
- هذه الصفات مغروسة بداخلكم ايها البشر، غالبًا تندثر بسبب عدم توفر العوامل المساعدة واذا توفرت لكم العوامل المساعدة لا تترددون في اظهار هذه الصفات البشعة.
- وماهي العوامل المساعدة؟
- المال، السلطة، عدم وجود الرقابة على الشخص وغيرها من العوامل.
- وهل تعلم الشيء الذي اريده الان؟
- انت الان تريد ايجاد نصفك الاخر.
- صدقت.
- و أنا اؤكد لك انك ستجد نصفك عندما يشاء ربك، لكن عندما تجد هذا النصف لا تنساني و تهجرني مع هذه الورقة الالكترونية.
- بالتأكيد لن انساكم.
- يا أحمد، اكتب لنفسك، اعطني طاقتك و أظهر موهبتك لنفسك ثم للعالم عن طريقي. اكتب لنفسك و سترى نفسك تكتب اسطر خالدة، النخبة لا يصلها الا الناس المثابرين و الذين يستمرون في تطوير موهبتهم.
- لكن صعب ان اكتب لنفسي.
- التحدي هو ان تتحول كتابتك لنفسك من صعبة الى سهلة، في البداية ستشعر ان قصصك هي السلحفاة التي تلاحق الغزال 'نفسك' و يصعب عليك اللحاق بها، لكن الغزال يتعب و السلحفاة لديها القدرة على الصبر. و ستستمر في التطوير مع الصبر الى ان تتحول الى فرس سريع و ينافس الغزال و يهزمها و تصبح كتابتك لنفسك سهلة و حينها ستكتب أسطر أسطورية وخالدة.
وبعدها بدأت اراود نفسي وأقول: اريد تحقيق معجزة، اريد ان اكون خارق للعادة، اريد ان اكون مميز. الاشياء الخارقة ليس بالضرورة ان تكون معروفة للعالم كلّه، ممكن ان تكون كلمة خارقة او تصرف خارق او اختراع او ردة فعل، المعجزة تأتي من اشخاص متخصصين في مجالهم. اريد ان اكون خارق في مجالي لكن ماهو مجالي؟ انا ادرس الهندسة و احب تعليم الناس عن تخصصي والاستفادة منه، و احب العاب الكمبيوتر، واتمنى ان اكون كاتب مميز، و احب ادخال السعادة والبسمة للعالم من حولي. في كل مجال من هذه المجالات اجد سعادة كبيرة و اشعر انني في حلم عند فعل شيء منها، لكن عند اهتمامي الكبير بأحد هذه المجالات وعندما اعطيه وقت اكبر من باقي اهتماماتي أشعر احياناً بالملل واليأس من الاستمرار في هذا المجال.
ماهو الحل؟ هل يجب ان ضع كل تركيزي في مكان واحد؟ وفي خلال تصفحي لموقع YouTube شاهدت مقطع من مئات المقاطع المختلفة والتي كانت اغلبها مقاطع تافهة، ومن بين مئات المقاطع التافهة شاهدت مقطع مميز جعلني اتأمل. عنوانه كان 'ومحياي ٢: قلوب يعقلون بها'
تعلمت من خلاله ان القلب لديه العديد من المهمات، ومهمة ضخ الدم هي احد مهماته وليست المهمة الوحيدة له. اظهر المقطع دراسة تُثبت ان القلب لديه اعصاب تتحكم بالعقل، وان القلب يحتوي على عقل خاص به. ايضا القلب يحمل مشاعر الشخص، فعِند زراعة قلب من شخص لشخص، فإن الشخص المُعالج يحمل بعض صفات الشخص الذي نُزع قلبه منه. تعلمت ان القلب متخصص في اشياء كثيرة وكذلك يجب ان نكون.
وبعد التفكر لاحظت ان حياتنا مثل القلب، احد سبل السعادة هو وزن حياتنا بحيث ان نعطي اهتمام لجميع مجالاتنا والعناية بها. وعند الموازنة سنكون اقتربنا من تحقيق المعجزة ان شاء الله. لايوجد شخص يستطيع ان يكمل حياته بشكل منفصل وجميعنا مرتبطين ببعض سواء رضينا ام أبينا مثل قلوبنا.
وبعدها سألت نفسي ماذا أريد اذاً؟ 'اريد كل شيء استطيع الحصول عليه وسأعمل كل مابوسعي للحصول على كل شيء، هي حياة واحدة؛ سأخطئ فيها، سأفشل، و سأخسر احيانًا، لكن كل هذه الخسائر ستزيد متعتي في الحياة وستجعل حياتي مميزة و رائعة وخارقة للعادة ان شاء الله'
اعتراف: الكلام المكتوب في كل قصصي ليس من الضرورة ان يكون مبادئي او وجهة نظري، هو مجرد كلام اعجبني و حبيت ان اشاركه معكم، كلام تعلمته من تجارب واشخاص و كتب وامور كثير غيرها، بعضه نسخته او اخذت نفس فكرته لكني غيرت محتواه

