Thursday, July 25, 2013

السعادة والاحباط

بسم الله الرحمن الرحيم

سامي ( نفسه المستعجل) وصل لمرحلة في حياته ماقدر يفرق بين السعادة والاحباط ، سامي ممكن في لحظة يكون اسعد شخص في العالم و بعدها بثانية يكون اتعس واحد ايضا!. لدرجة انه سامي توقع انه عنده انفصام بالشخصية او فيه جنون!. بدأ يسال اصدقائه المقربين عن الحالات اللي تجيه. سأله واحد من اصدقائه عن سبب احساسه بالتعاسة.
-طيب ليه انت تحس انك محبط و زعلان؟
- احس بنقص ، احس انه الناس احسن مني ، احس اني مقصر في كل شي ، مع ربي ، مع اهلي ، مع اصحابي. 
- اش اسويلك طيب ؟
-ساعدني يخي.
- انت مريض ومااقدر اساعدك.

كلم  اصدقائه الاخرين و معظمهم نفس الردود تقريبا بس بصور مختلفة. بدا يبحث في الانترنت عن حل لعقله لكنه ماوجد الكلام اللي يتوافق مع تفكيره. 
سامي دائما يشعر بالنقص ، يشعر انه مخلوق من عالم ثاني او انه مجتمعه افضل منه ويعطوه نظرة دونية. سعادته القصوى لما يكون بجانب من يحب و دائما متعلقة بغيره. اصعب شيئ عليه هو ان يبسط نفسه بنفسه.  كل مايعتمد على بعض اصدقائه يخذلوه ولايعطوه مايتمناه منهم. سامي كان يبحث عن.....الحب.

المشكلة انه كان فاهم الحب بطريقة خاطئة. الحب شيئ لايقاس ، شيئ غير محسوس ، شيئ معنوي . والاهم انه يفرق من شخص لشخص. ممكن حركة من شخص معين لها دلالة عند سامي انه حبيب هذا الشخص او العكس. 

الحكم بالمظاهر واحدة من اكبر مشكلاته و معظم مشاكله بسبب حكمه بما يراه فقط.

سامي ماكان يعرف هذ الشي. وبما انه معروف انه  عجول، كان يبحث عمن يحب باسرع وقت ، وكل مايحاول يتقرب ممن يحب يبعد عنه احبابه. الى ان حصل موقف من بعده فهم سامي ما هو الحب.

سامي قارن علاقة الحب بعلاقته بوالدينه ، هم يحبوه وهو يحبهم ، المشكلة كانت عندما يتحكم الوالدين فيه بعلة انهم يحبوه ويريدون مصلحته. سامي كان شغفه تصميم الازياء. لما  صارح والدينه بهذه الحقيقة قللوا منه و قالو له صعب جدا انك تلقى مكانة لك في المجتمع. والده قاله ياابني احنا نحبك و نبغا مصلحتك وانت تحبنا اكيد. ف عشان الحب هذا بطل شغفك و ادرس في الجامعة اي تخصص ثاني. 

طبعا سامي مايقدر يكسر كلام ابوه ف سمع كلامه وترك شغفه.

اللي فهمه سامي ، انه الحب يموت لما احد الطرفين يتحكم في الثاني ، مثل ما اهله اتحكموا فيه وارغموه على ترك وظيفته ، سامي يجب ان يراعي من يحب ويعطيه كامل حريته ومكانته ومساحته في تحقيق احلامه وعيش حياته باسلوبه. حلاوة التعارف في الاختلاف بين البشر ، و لكم ان تخيلو لو انه كل واحد اتحكم في الشخص اللي قدامه ؟.... في البداية ممكن تستمتع بس بعد فترة بسيطة راح تمل جدا وتحتاج تغيير و تتمنى حدوث شيئ غير متوقع من الطرف الاخر ، حتى لو كان ضدك!.

بدأ سامي يعطي اصدقائه مساحتهم ويعاملهم بطريقة افضل ولا يسألهم في ما لايخصه. عرف سامي انه مثل ماهو عنده مشاكل وهموم كل واحد في العالم عند ايضا مشاكل وهموم. وانه افكاره اللتي تأتيه باحساسه بالنقص والاختلاف تأتي لأي كائن بشري آخر لكن الفرق ان الاخرين يخفوها تحت قناع من اقنعتهم و سامي لديه الشجاعة ليواجهها و يتكلم عنها. المرض الحقيقي هو عندما يتمنى الشخص ان يكون مثل من حوله ، يكون شخص مسيّر *مع الخيل ياشقرا*. هذا هو المرض. اما ان تكون مختلف فهذي هي المتعة الحقيقية في الدنيا. وتكون سعادتك غير مربوطة بأحد من البشر. سعادتك انت من يصنعها بنفسك و تنشرها لمن حولك.  

No comments:

Post a Comment