كل شخص يعتقد ان رأيه هو الصحيح. وان اسلوبه هو الاصح. يتدخل في شؤون غيره ويعطي رايه وكأن شخص طلب رأيه من الاساس! يعرف كيف يجب ان تعيش حياتك ولكنه لا يعرف كيف يعيش حياة نفسه. اشخاص يخنقونك ويغيروا لك مزاجك للاسوأ بكلمات سقيمة تخرج من افواههم. الاسوأ من ذلك انك تكون مجبر للجلوس معاهم والتحدث معاهم وانت في قلبك وعقلك تتمنى ان تقتلهم او ان تنهي محادثتك معاهم في اسرع وقت. بعض الاشخاص لايستطيعوا ان يستحملوا هذا الشيئ وينهوا الحديث بمغادرتهم للمكان باسرع وقت ممكن. ممكن هذا الحديث اللذي يخرج بدون مبالاه من شخص معين يجعل المتلقي شخص منغلق و يكره كل الاشخاص في حياته بسبب كلمات الشخص الغير مبالي. نمتنى ان نجد شخص يفهمنا كلياً و يعلم مابداخلنا. لكن هل هذا الشخص موجود؟ هل فعلا نحتاجه؟
بالتاكيد سنحتاجه وسيعطينا الطمانينة اللتي نتمناها لكن في نفس الوقت اذا تعلقنا به بشدة فسوف يعمينا عن باقي الاشخاص الرائعين اللذين امامنا وممكن يعطونا فائده اضافيه نحتاجها ايضاً. كيف نعرف الاشخاص الجيدين من غيرهم وكيف نتقرب اليهم بشكل مناسب؟ هل من الممكن ان نحصل على هذه العلاقات ام انها كلام وهمي ولا يمكن تحقيقه؟ احيانا نمر بأيام نشعر فيها باننا مكروهين. منبوذين. لا يوجد من يهتم لنا ولا يوجد من يخاف علينا. و نجد محطمين في كل مكان. وفي كل زمان. نتمنى لو اننا نمتلك اصدقاء مثل ذلك الشخص الاجتماعي و المحبوب من الكل واللذي يكون محور الحديث في كل الجلسات ومحور الرأي في كل الاختلافات. او مثل ذلك المشارك في جميع الفعاليات واللتي ستمنحه الخبره الكافية للدخول الى سوق العمل بخبره قوية. لكن هذه هي الحياة. يجب ان تتعايش مع من حولك وتضع الوجه المبتسم وتترك الوجه العبوس بداخلك يكبر ويكبر ولكنك تستمر بكبته الى ان يخرج للاسف الى الاشخاص الخاطئين. الى الاشخاص اللذين نحبهم غالبا يخرج الوجه العبوس ويجعلنا نخسرهم ونندم على كل حرف نطقناه لهم.
هؤلاء اللذين نحبهم ونهتم لأمرهم ننتظر حرقة لاتصالهم ونوهم نفسنا بانهم في يوم ما سيتصلوا ولكن دائما ماتظهر الحقيقة ويظهر الوهم على حقيقته الكريهة. ويظل السؤال يدور في داخلنا هل ننتظر ونكمل طريقنا معهم او نتوقف ونبحث عن من يستحقنا فعلا؟
هل فعلا نحبهم؟ ام اننا تعرفنا عليهم فقط و لاننا لم نعرف غيرهم حاولنا التقرب منهم؟ كيف نعرف اذا نحبهم بصدق او لا؟
اذا انا خطرت ببالي كل هذه الاسئلة الماضية اذاً اكيد انا احبهم. لكن الى متى سانتظر؟ هل يجب ان يعطوني مااريد؟ انا اعطيهم مايريدون اذاً هم يجب ان يعطوني مااتمنى بالمقابل. لماذا لا يعطوني ما أتمنى منهم اذاً؟
اكتفيت و كرهت العلاقات المصطنعة، اللتي تجعلنا نظهر الجانب الحسن فقط من حياتنا، لماذا كل هذه العلاقات؟ كرهت التظاهر بالسماع والانصات للناس ولقصصهم اللتي لاتعني لي شيء، للاسف الاشخاص اللذين اتمنى ان اعرف قصصهم هم من يتجنبوني ولا يقولوها. اكتب قصصي هذه ليقرؤوها وانا متاكد بأنهم سيتجاهلوها، والاشخاص اللذين لا يهموني هم من يقرؤوا قصصي ويشاركوني ارائهم اللتي لاتهمني، اتمنى التقرب من اصدقائي المقربين ولكنهم يعاملوني مثل شخص غريب او مثل اي صديق مار بحياتهم، لماذا لا احصل على معاملة خاصة؟ احيانا اقطع تواصلي مع اصدقائي بسبب افعالهم اللتي تكون اقل من توقعاتي، اضع اولوية قصوى لاصدقائي وهم يجعلوني ثاني اولوياتهم. لدي فضول قاتل لمعرفة حياة اصدقائي، فضول قاتل لمعرفة صديقهم المفضل، لمعرفة الشخص اللذي يعتمدوا عليه في حل مشاكلهم الخاصة. فضول لمعرفة مشاكلهم الخاصة ومساعدتهم في حلها. اسمع الاغاني لهم واتذكرهم فيها وهم يسمعوا الاغاني لغيري ويتذكروا غيري. اجاوبهم لطلباتهم باسرع وقت وهم يجاوبوني بعد فوات الاوان. اتمنى ان يكلموني و لكنهم يتمنوا غيري ان يكلمهم. اطلبهم ان يخرجوا معي ودائماً القى منهم الاعذار، وهذه الاعذار هي نفسها اللتي اقولها للاشخاص اللذين لا اهتم لأمرهم. اشعر انني مهمش من حياتهم واني شخص مزعج بالنسبة لهم و انهم لايتمنوني في حياتهم. اعرف ان امنياتي اللتي معهم مستحيلة وانها لن تحدث.
اسأل نفسي هل استمر في تقربي منهم وانتظر الشبه مستحيل؟ ام اوفر وقتي ووقتهم وابحث عن اشخاص مناسبين؟ اسهر الليالي لتفسير افعالهم واقوالهم. اكره ضحكاتهم لغيري، احفظ رائحة عطرهم واول ما اشتمها اتذكرهم، اكره اصدقائهم المقربين واريد ان اكون صديقهم المقرب الوحيد. عندما اسأل عنهم أنا في داخلي اتمناهم ان يسألوا عني. هل انا غريب الاطوار ام ان افكاري طبيعية؟ اتمنى ان تساعدني ياربي.
بدأت بعد هذه السحب السوداء اللتي اعمت عيني ان اتفكر عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتفكرت في حبه للصحابة وحب الصحابة له. كيف له ان يحبهم كلهم دون ان يُظهر من هو الاكثر معزه لقلبه. وكيف له ان يأسِر قلوبهم كلهم بهذا الشكل الرائع؟ بدات افكر اكثر واكثر. و تذكرت ان حياته كانت بسيطة. علاقته مع الصحابة رضوان الله عليهم كانت بسيطة ولا تحتاج الى تعقيد. كان يحب الجميع بلا شروط او قيود او توقعات. كان يحبهم فقط. كان يعطي كل صحابي حقه في المعاملة ولايترك احد حزين او غير راضي. كان يدخل السعادة عليهم ويحبهم كلهم لانه يعلم انهم كلهم بشر، مهما اخطؤوا يظلوا بشر و يظل النور موجود بداخلهم مهما قالوا او فعلوا.
الحب الفعلي هو المثابرة دون توقف ودون انتظار اي ردة فعل. الحب يجعلنا نفعل المستحيل مع من نحب. هو قوة خارقة للعادة. قوة الهية لاتقاس ولاترى بالعين المجردة. عندما لا إرادياً تجاوب عن شخص او لا ارادياً تذكر اسمه في مكان لايتواجد هذا الشخص فيه او لا ارادياً تعطيه اي طلب يطلبه من غيرك او تقول نكتة لا ارادياً، تقولها قبل ان تفكر فيها هي فقط تخرج تلقائياً من قلبك له. اذا حدثت هذه الاشياء اللا ارادية مع شخصٍ ما فهذا هو الحب. عندما تنظر له لا اراديا اذا كان يكلم غيرك او كان جالسا بعيدا عنك، عندما تتصل عليه بالخطا المتعمد فقط ليظهر اسمه على قائمة الاتصالات الحديثة. هذا هو الحب.
لكني مازلت حائر. لماذا لا احصل على مااريد منهم؟ بدات اتسائل اذا كنت اعطيهم مايريدون مني حقاً او اني اعطيهم الشيء اللذي اتمناهم ان يعطوني هو. ماذا يريدون مني؟ هل يتوقعوا وينتظروا مني مثل ماانتظر منهم؟ ماذا لو انهم منتظريني في هذه اللحظة ان اكلمهم؟
اسوأ شعور هو شعورك للحب من طرف واحد. تشعر ان قيمتك مهمشة وان مكانتك دائما منخفضة في قلب من تحب. احيانا اتمنى لو انني لم اتعرف على اشخاص معينين من الاساس. لاني احببتهم ولكنهم لم يحبوني بل عذبوني. تعبت من هذه العلاقات ومن هذه الافكار.
بدأت ابحث عن حلول الحب. سالت اهل الاختصاص شاهدت افلام الحب و جربت كل حل ممكن تطبيقه. لكني توصلت الى ان من يحبني لن تتغير حقيقة حبّه لي للابد. سيظل يحبني بدون تغيير مهما اخطأت معه. ومن لا يحبني قد يغير رايه لاحقاً ويهتم لي او يحبني. وتوصلت الى ان افعالي هي من تحدد حب الناس لي. لكني سألت نفسي وقلت في داخلي 'انا افعالي كلها جميلة مع من احب. ولكنهم لم يتغيروا ويظهروا حبهم. ماهو السبب؟ هل افعالي غير كافية. ام هل هم يكرهوني؟' بدات اتخيل حبهم لي. بدات اتخيلهم يحدثوني كل يوم ويظهروا لي الاهتمام اللذي اريده. وبدات اتخيل ناتج افعالي اذا استمريت باظهار حبي لهم او توقفت و قطعت تواصلي معهم والنتائج كانت واضحة في حال قطعت تواصلي معهم بأنهم بعد فترة سيبتعدوا عني. حاولت ان اتعرف على اصدقاء جدد لكن عقلي مشتت ولا استطيع ان اعطيهم ثقتي لاني أصبحت لا اثق باحد.
الى متى؟ الى متى وانا في هذه الحيرة. وانا استمر بنفس اخطائي وبنفس مشاكلي وبنفس اوهامي. ماهو الحل؟ متى القى السعادة؟ انا لااحتاج الى حل انا احتاج فقط ان اترك الامور لربي. هو يعلم مشاكلي وهمومي. ربي لم يامرنا ابدا بمقاطعة اي مسلم. فمابالي بصديق مسلم وعزيز على قلبي! احتاج فقط ان اعامل الجميع بحب رباني. بحب يعطي دون مقابل. وبحب لايضع اي معايير خاصة او شروط شخصية. حب مفتوح. حب يعطي كل شخص مساحته وحريته، حب متكامل ويكمل نقص الاخر، حب متضاد في الاتجاه لكن متحد في الهدف، مثل من يريدان ان يصلان لوجهة معينة ولكن كل من الطرفين يسلك طريقا مختلف ومنفصل عن الاخر ولكنهم يحترمان بعض ويُقدران وجهات نظر بعض دون التنقيص او التقليل من حق الاخر. الحب اللذي ينظر للعلاقات كانها نهر جاري دون توقف، وينظر للمشاكل على انها مجرد حجار وشوائب في هذا النهر. لايعطي لها اهتمام كبير ويؤمن دائماً بأن النهر سيجري مهما تكالبت الشوائب وكثرت، سيجري النهر وسيستمر الحب بالتدفق بغض النظر عن كل الظروف، لان الكل متغير ماعدا الحب هو الثابت وهو الباقي بالقلب وبالعقل.
عتراف: الكلام المكتوب في كل قصصي ليس من الضرورة ان يكون مبادئي او وجهة نظري، هو مجرد كلام اعجبني و حبيت ان اشاركه معكم، كلام تعلمته من تجارب واشخاص و كتب وامور كثير غيرها، بعضه نسخته او اخذت نفس فكرته لكني غيرت محتواه.
جميل ماشاء الله ❤️
ReplyDeleteاسلوب رائع وخاتمة ممتازة تجعلنا نتشوق لقراءة المزيد 🌹
كتبت فأبدعت يا احمد 💖
ReplyDeleteمن اجمل ما قرأت في ذي المدونه
كلام يلامس القلب و يشد القاريء لاخر كلمه 👌
بططلل والله 💖
كلام جميل ومثير للاهتمام والحياة تجارب زي ماقلت لازم نخرج منها بدرس ايجابي احسنت
ReplyDeleteاول قصه اقراها لك
ReplyDeleteحمستني اقرا قصصك القديمه والقادمه
ما اخفيك تخيلت المواقف قدامي وانبسط وانا اقرا ❤️❤️
كلام رائع و اكثر من رائع , بالفعل هيا الحياة مدرسة و القرار يعود لنا اما ان نتعلم منها او نتجاهلها
ReplyDeleteفيها الكثير من الدروس و العبر و الخبرات تساعدنا على التعايش حتى مع ابسط الكائنات, كما كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام
اسلوب راءع وكلام جميل
ReplyDeleteاسلوب راءع وكلام جميل....فعلا خليتني اتفكر واتامل في معامله الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابه كيف كانت ومعاملتنا احنا مع البشر كلها مقارنات ومفاضلات. ......ربي يوفقك استمر
ReplyDeleteاتمنى ان تجد من تبحث عنه .. او من تبحث عنها.!!
ReplyDelete